إبراهيم الزيني يكتب :

» الصبح لا يرضي هوان العيش في وطن ذليل «
بهذه الكلمات بدأ الكاتب طارق اسماعيل كتابه »عندما يتكلم الجهلاء« مقالات علي طريق الثورة حيث يرصد فيه الكاتب كل ما كتب من عام 2005 إلي 2010 في صورة مقالات نقدية يحلل فيها مواقف سياسية واجتماعية بداية من انتخابات 2005 و2010 مروراً بوقفات اجتماعية واقتصادية يرصد فيها حركة المجتمع والتحرك السحري نحو الثورة الذي كان يولد ببطء شديد داخل تيارات المجتمع حتي قامت ثورة 25 يناير .
ولا يخفي الكاتب عشقه لمدينة الاسكندرية فيوليها نصيباً كبيراً من مقالاته ولعله اختارها كنموذج لمصر .
ومن خلال موقعه الصحفي في جريدة الأهرام يقوم باستعراض سياسي لمشاكل الدول النامية ويربطها بمصر وحتي يقارن بقيادات بعض هذه الدول مثل نيلسون مانديلا الذي حرر بلاده من الاستعمار والفقر والمرض في زمن قياسي وبين ما يحدث في مصر .
والكتاب ينبه إلي الأخطاء الفادحة التي قام بها الحزب الوطني المنحل من سيطرته علي مفاصل الدولة والدفاع عن التوريث الذي مهدت أخطاؤه إلي قيام الثورة وكأن الكاتب يريد أن يقول انه تنبأ بالثورة ويعيب علي حكومة مبارك انهم لم يكونوا علي وعي كامل بحركة المجتمع نحو الغضب الثوري. وقد تنبأ الكاتب بعام صعب ربما هو عام الثورة فيقول: »في كافة الأحوال فإن القراءة الموضوعية لما يجري يجعلنا نؤكد أن مصر مقبلة علي عام صعب للغاية وربما نشهد تغييراً جذرياً في المشهد المسرحي بأبطال جدد ونجوم حقيقيين بعيداً عن هؤلاء الكومبارس الذين أوشكوا علي إغلاق المسرح وهم يعتقدون أن الجماهير تصفق لهم «.
الكتاب يحوي مقالات ناعمة ومعارضة نقدية هادئة ولكنه يحتوي علي فكر واعٍ بهموم المجتمع ومصادر الخطر الذي يهدده، فهو من ناحية ينتقد هجوم الإخوان المسلمين علي ثورة 1952 مؤكداً أن هذا الهجوم هو ثأر شخصي لما لحق بهم من تنكيل في عهد عبدالناصر وأغفلوا إنجازاته ويعيب عليهم محاولة تهميش دور الثورة في تحقيق العدالة الاجتماعية التي سادت في عصر عبدالناصر !
أما العالم الخارجي وعلاقتنا به فهو يهاجم أمريكا ورئيسها أوباما ويعيب علي الحكومة المصرية الهرولة إلي واشنطن علي اعتبار أن أوباما أفضل من سابقه بوش.. ويوجه خطابه إلي ضرورة الاعتماد علي الذات في بناء نهضة مصرية حقيقية بعيداً عن التسول من الغرب أو من دول الخليج .
الكتاب يحوي مقالات عديدة في كل المجالات و لكنه مفيد في رصد حركة الحياة في مصر من سنة 2005 حتي 2010 وهو إضافة للمكتبة العربية .