كتبت ــ مى جمال :

كشفت إحصائية صادرة من مركز السموم عن تزايد نسبة المنتحرين فى مصر من عام إلى أخر ..
مشيراً إلى أن العاصمة قد شهدت فى العام الماضى 14 ألف حالة انتحار وأن معظم الحالات لشباب وفتيات فى المرحلة العمرية ما بين 15،25 عاماً ..

ووفق احصائية قد بلغ عدد المنتحرين الذين وصلوا الى مركز السموم فى العام الماضى 10816 منتحراً ويمثلون 40% من الحالات المرضية التى يستقبلها المركز بشكل عام، وشكلت النساء النسبة الاكبر من عدد المنتحرين بحيث كان عددهم 7118 سيدة منتحرة مقابل 3689 حالة من الرجال ..

لما ذكر المركز تعدد وتزايد معدلات الانتحار بشكل ملحوظ فعلى سبيل المثال أحمد حسين عفيفى ـ 70 سنة استاذ لغة عربية بكلية اداب جامعة الازهر بالمعاش مقيم بشارع الثورة فى مدينة نصر .

قام بإطلاق عيار نارى تجاه رأسه بطبنجته الخاصة وبسوال زوجته نادية محمد الجوهرى 68 سنة ربة منزل اكدت أن سبب انتحاره هو معاناته من حالة نفسية سيئة لإصابته بمرض مزمن فى العمود الفقرى واستحالة الشفاء منه ..
وأما عن محمود عبد العزيز عبد العال ـ22 سنة طالب بكلية حقوق جامعة عين شمس حيث وجد جيرانة جثته مسجاة على ارضية حجرة النوم وملفوف حول عنقه جزء من حبل والجزء الآخر مثبت بسقف الحجرة ووجدت أثار إحمرار حول العنق ..

بسؤال والدة عبد العزيز عبد العال 46 سنة تاجر وبرر إقباله على حادث الإنتحار بإنه يعانى من مرض نفسى وأنه كرر هذه المحاولة أكثر من مرة وأما عن صفوت محمد عبده 23 سنة فران الذى قام بشنق نفسه عن طريق ربط كوفية عنقه ومربوط طرفها الآخر بحلق الغرفة وعند سؤال عمه خلال عبده أمين 55 سنة وقرر أنه اندفع إلى ذلك لسوء حالته النفسية ومروره بضائقة مالية ..

ومن بينهم عرفة كامل خليفة ـ عامل بشركة كهرباء مصر الوسطى ـ فرع اسيوط الذى تم فصله بتاريخ 4/8/2009 بتهمة التذوير فى اوراق رسمية ولكنه اخذ حكم براءة من المحكمة بينما لم تنتظر الشركة هذا الحكم وقامت بفصله وعند النطق بحكم براءته ذهب الى الشركة طالباً العودة إلى عملة ولكن لم ينتبه اليه احد من المسئولين فهو يعول اسرة مكونة من 3 ابناء فى مراحل تعليمه المختلفة وبعد ان لجأ إلى ديوان المظالم بقصر الإتحادية ولم يجد ر داً لحل مشكلته فأشعل النيران فى جسمه امام القصر كى ينتبه إليه المسئولين .

وبعد كل ما بذله عرفة لكى يصل صوته إلى الجهات المختصة جاء تصريح وزير الكهرباء هذا الحادث قائلاً أن عرفة مازال مدان وثبتت عليه قضية التذوير فى الاوراق الرسمية ولا يصل الى علمه بأنه اخذ حكم براءة من المحكمة .
وقام حسن صلاح 30 سنة عاطل بدرجة ماجيستير ودكتوراه فوضع حداً لحياته شنقاً بمدينة الزقازيق فى صباح عيد الفطر وعلى حسب ما ذكر المقدم على فكرى قسم اول الزقازيق محافظة الشرقية بزنهم تلقوا بلاغاً من المستشفى الجامعى عند استقبالهم لمواطن متوفى من منزله .

وتبين من الفحص المبدأى أن الوفاة نتجت عن قيامه بالانتحار شنقاً وذلك بمروره بحالة اكتئاب فى الفترة الأخيرة بعد قيامه بمقابلة صفوت النحاس الذى يشغل رئيس الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة الذى ع نفه مستهزءاً حين اخبره حسن بأنه حاصل على ماجيستير ودكتوراه فى القانون ولكنه لم يجد عملاً منذ 9 سنوات فسيطر اليأس على تفكيره ولم يجد له حلاً سوى الانتحار ..

ويرجع د. محمد المهدى استاذ علم النفس بجامعة الازهر ارتفاع حالات الإنتحار لوجود حالة قهر سياسى واجتماعى وإقتصادى وقلة الحيلة وإنعدام الأمل لدى المواطن وذلك بسبب عدم وعى المواطنين بخطورة المرض النفسى وإهمال علاجه وأضاف أن مصر إلى عام 2005 كانت فى جزام الامان الانتحارى بينما تضاعفت النسبة 5 مرات وذلك لأن الثورة الى الآن لم تجنى ثمارها وغياب لشبكة الدعم الاجتماعى والإقتصادى المادى الذى أدى إلى وجود حالة من اليأس والاحباط الشديد فيوجه غيظة نحو ذاته، بدلاً من ان يوجهه نحو المجتمع وأصبحت مصر الآن ضمن الدول التى تعد من أعلى الاحصائيات فى حالات الانتحار .