ابراهيم الزيني

اتسع وقت الناس للعبادة والتأمل فلم يعد فى مصر إلا صحيفة يومية واحدة وقناة تليفزيونية يتيمة
هو كتاب فى الكوميديا السوداء كما يسميها نقاد المسرح أو فى الفكر المدروس كما يسميها المفكرون حيث يتخيل الكاتب مصطفى بيومى استقرار حكم الاسلام السياسى فى مصر ثم يقفز الى سنة 2022 أى بعد عشر سنوات من هذا الحكم الميمون المبارك يبدأ الكاتب الاحداث بعد سنة من الحكم الاسلامى بعد استتباب بالسيطرة على جميع المعارضين بعد اعلان فضيلة الشيخ اللواء وزير الداخلية بعد ان قتل خمسين الفا من المعارضين وبعد أن سيطر الصمت والاستسلام على مدن مصر كلها قال الشيخ اللواء الوزير ان بناء المزيد من السجون والمعتقلات ليس مشكلة، وأن امير المؤمنين يحتفظ فى مكتبه بفتوى تبيح له ان يقتل ثلث الشعب، حتى يحيى الثلثان فى آمان واستقرار، وينعم الطيبون من الناس بالكرامة والعزة وخيرات حكم الشريعة ..
ويستطرد الكاتب فى قرارات أمير المؤمنين بحل المجالس النيابية وانتخابات جديدة فى خلال اسبوع فقط يفوز فيها حزب امير المؤمنين بالاغلبية الساحقة، أما عن الازمات فى مصر فقد شهدت علاجا سحرياً لازمة المواصلات والإزدحام المرورى والفضل يعود لقرار امير المؤمنين بمنع النساء من مغادرة بيوتهم لمدة ستة اشهر قابلة للتجديد فأنتهى التكدس، أما ازمة المساكن فأصبحت ذكرى بعد ان هاجر 5 مليون مصرى صدر قرار امير المؤمنين بالاستيلاء على منازلهم فعادت لافتة للإيجار ..
أما عن الأمن فقد استقر تماماً بعد قطع ألاف الايدى للنشالين الصغار حتى أن المواطن كان قادراً على ترك حقيبته فى ميدان»اسامة بن لادن« التحرير سابقاً ثم يعود ويجدها موجودة ..
أما عن الإعلام فقد أغلق كل الصحف ولم يتبقى إلا صحيفة واحدة تمجد بقرارات امير المؤمنين وكذلك القنوات الفضائية وأما تحريم انتاج واستيراد بعض المواد فلم يسمح باستيراد السجائر والبن بعد فتوى تحريم السجائر والقهوة لكن احد اقارب امير المؤمنين كان يستوردهما شراء ويبيعها فى السوق السوداء بأضعاف اضعاف سعرها ..
اصبح المصريون يحافظون على البيئة بعد صدور قرار امير المؤمنين بإغلاق المقاهى، وتعحريم شرب الشيشة فكان المصريون ينامون من الساعة العاشرة أما الشواطئ فأصبحت ذكرى لا توجد إلا فى الصور القديمة فقط ..
أما المسيحيون فيمارسون عبادتهم داخل الكنائس والبيوت، لكن منهم البعض اتهموا بزنهم عملاء اقباط المهجر بعد معارضتهم فى فرض الحجاب على النساء والمسيحيات كما تم اعفاءهم من مشقة التجنيد لأن اداء الجزية يمنعهم من ذلك وفى الخطاب الأخير لأمير المؤمنين فى زياد بن معاوية رضى الله عنهما المؤتمرات سابقاً فقال» إن توقيع عقوبة الجلد على احدى المسيحيات لا ينهض دليلاً على التعصب أو الاضطهاد، فقد كانت متجهة الى الكنيسة بلا غطاء رأس، وكان عطرها زاعقاً فاقعاً يفجر الشهوة، وبخاصة انها بيضاء جميلة زرقاء العينين صفراء الشعر ..
ويستمر الكاتب فى سرد الاحداث والقرارات التى تصدر من الشيخ الوزير أو الشيخ اللواء أو الشيخ المحافظ ..
ويستمر الكاتب فى الخيال الذى يعتقد أنه واقعى حتى يلتحق هو نفسه بجريدة الشيخ الدكتور وزير الاعلام وهى الجريدة الوحيدة فى مصر فيكتب مقالاً يهاجم فيه البقية الباقية ممن يطالبون بالديمقراطية فيكتب كيف يريد الليبراليون والعلمانيون واليساريون أن يحكموا مصر كما يطالب الغرب وأمريكا انهم ان حكموا سيبيحون الشذوذ الجنسى وتبادل الزوجات والربا والميسر، يا سلام ملعونة هذه الديمقراطية الفاسدة الفاجرة التى تستهين بالأعراض والشرف والنخوة والدين فما اعظم فخرنا بأننا والحمد لله لسنا ديمقراطيين ..
سبعة فصول فى كتاب صغير مرح خفيف الظل يتطرق الى كل نواحى الحياة فى مجتمع كمصر خاضع لحكم أمير المؤمنين حيث لا يعترف علماء الدين بشئ اسمه الدولة المدنية والمواطنة والدستور وغير ذلك من البدع الجاهلية والترهات الوثنية..أما عن المرأة فإن الامام الشهيد سيد قطب يحدد وظيفة المرأة المسلمة فى رعاية الاسرة وفى التعليم حيث قصروه على أن تتعلم الفتاة فقط معلومات عامة عن الطفل وغرائزه وصحة الحامل، ادب الاطفال..التدبير المنزلى ثم تحرم من كل الوظائف فهى للرجل فقط الذى له القوامة ..