حوار ـ إبراهيم عبدالغنى
الناشط السياسى والناشر الكبير هشام قاسم لـ«التيار الثالث»:
الرئيس يستعين بأسوأ قرارات عصر مبارك
الرئيس مرسى مازال يعيش فى جلباب الجماعة، ويعتبر نفسه رئيس حزب الحرية والعدالة وليس رئيس كل المصريين، وأن القرارات الأخيرة بغرض الانفراد بحكم مصر، وأنه أطاح بالمجلس العسكرى حتى لا ينازعه احد فى اعداد الدستور، وهذا جزء من سياسة الاستحواذ والتكويش التى تربى عليها الإخوان ..
وفى حوار للتيار قال الناشط السياسى والحقوقى د. هشام قاسم امبراطور الاعلام المعروف: أنا على يقين من أن مكتب الارشاد يحكم مصر من وراء ستار وأن الرئيس الجديد لن ينجح فى كبت الحريات حتى ولو وقف على راسه لأن العجلة لا ترجع للوراء مضيفاً أن الاخوان لا يؤمنون بالمخالفات ويسعون الى تغيير هوية مصر مع التأكيد بأن مدنية الدولة فى خطر ..
وفى مفاجأة من العيار الثقيل قال د. هشام قاسم إن اداء مرسى سيئ للغاية، وإنه غير مؤهل للحكم وأن المعارضة فى مصر اصبحت للشو الإعلامى وأن ائتلافات شباب الثورة خرجت من المولد بلا حمص ..
وإلى نص الحوار ..
** د. هشام القرارات التى يصدرها الرئيس مرسى تثير جدلاً واسعاً فى الشارع السياسى لماذا؟
** لأنها ناتجة عن قلة خبرة وارتباك وأغراض شخصية بحته..قرارات مرسى من اجل مصلحة الجماعة ليس إلا، وهذا هو سر الغضب الشعبى والجارف والذى يغلى فى صدور الغالبية العظمى من المصريين ..
** ولكن هذا الكلام يتنافى مع ما نراه فى ميدان التحرير؟
** ميدان التحرير ليس شعب مصر، ميدان التحرير لا يحمل اكثر من 350 الف أو400 الف على الأكثر من بداية ميدان طلعت حرب ومجلس الوزراء ومجمع التحرير وقصر النيل والمتحف المصرى وعبد المنعم رياض..ميدان التحرير ليس شعب مصر كما قلت لك وكما يعرف القاصى والدانى ..
** وماذا عن إلغاء الدستورى المكمل؟
**
الرئيس مرسى إلغى الاعلان الدستورى المكمل حتى ينفرد بحكم مصر، يسيطر ويستحوذ على السلطتين التنفيذية والتشريعية، ويكون الآمر الناهى للبلاد.. استغل حادثة رفح و أطاح بالمجلس العسكرى حتى لا ينازعه احد فى إعداد الدستور.. وكما قلت لك هذا جزء من سياسة الاستحواذ والتكويش التى يمارسها الإخوان ..
** هذا يعنى أن القرارات كانت مفاجئة؟
** القرارات كانت مدروسة ومعدة في مكتب شورى الجماعة وكانت توجد مقدمات تنذر بمثل هذه القرارات منها تهديد حرية الصحافة برفع »دعاوى« قضائية ضد كل المعارضين، هل تتصور ان يرفع رئيس جمهورية بشخصه ولحمه دعوى قضائية ضد الاستاذ عادل حمودة»يسعون الآن« لغلق الصحف والقنوات وكبت الحريات ...
نفس الأدوات التى كان يستخدمها النظام السابق.. الرئيس مرسى» عايز يبتدى« باستخدام اسوأ القوانين التى تركها مبارك حتى يتمكن من السلطة..فوزير الاستثمار صاحب الأداء الأهزل والرأي ترك كل مشاكل مصر وعينه على قناة توفيق عكاشة..عين السلطة الحاكمة على المعارضة لا يعرفون ان الممنوع مرغوب، فمثلاً عندما علمت بمصادرة عدو الدستور نشرت صفحة الدستور على الفيس بوك ازاء الموقع زكثر من نصف مليون زائر، وبناء عليه اكتسبت الدستور قراء لا حصر لهم، وتعاطف الملايين ومنا لآن سأواظب على شراء الدستور ..
** إذن بماذا تصف من يصدر قرارات الغلق والمنع؟
** اصفه بعدم الخبرة السياسية وعدم الفهم لإنه لو كان شغل»القمامة« ما اقدم على مثل هذه القرارات .. إذن فواحد عايز يؤذى نفسه، لابد أن يصدر قراراً مثل هذا.. لا يختلف كثيراً عن العربة التى قتلت صاحبها..فألف باء سياسة تقول إن مصادرة السلعة أو البضاعة يضاعف الطلب عليها و النماذج كثيرة ..
** هل يوافق د. هشام على غلق الصحف والقنوات؟
** اولاً من الغلق مرفوض، ومرفوض اكثر اذا تم الغلق بقرار ادارى مثل قناة الفراعين، أو مصادرة عدد الدستور.. غلق الفراعين بأوامر مباشرة من مرسى ومكتب الارشاد، لإنه كما قلت لك »ساب« كل مشاكل الفقر، وفكر فى الفراعين، وأقول لاسامة صالح وزير الاستثمار لماذا حكمت على الفراعين أنها خالفت الترخيص وميثاق العمل الإعلامى؟..هل شكلت لجنة من المتخصصين والإعلاميين واعدوا تقريراً بذلك.. على قدر معلوماتى أن هذا لم يحدث والمقصود انه يجب على وزير الاستثمار ألا يتدخل فى طبيعة عمل الغير، لأننا كإعلاميين وصحفيين لا يمكن أن نتدخل فى عمله إلا اذا حصلنا على ما يؤهلنا لذلك ..
** وما هى الرؤية العامة لأداء د. مرسى؟
** اداء د. مرسى سئ للغاية، وغير مؤهل للحكم، لا هو ولا الإخوان وهذا لا ينطبق عليهما فقط، ولكنه ينطبق ايضاً على أى قوة سياسية كانت ستصل الى سدة الحكم، لأنه لا يوجد تدريب سياسى كاف وكوادر سياسية فاعلة ويتابع د. هشام قائلاً هل تتصور أن النخبة السياسية تلتقى فى احداث رفح بالشجب والإدانة، وحضور الجنازة المعارضة الآن اصبحت للتوك شو .. كل واحد يظهر يقول: أطالب بإلغاء كامب ديفيد، وهو فى الحقيقة لا يعرف بنود كامب ديفيد ..
** اذا كان د. هشام قنديل، قد فقد الأمل.. كما هو واضح فى النخبة السياسية..فماذا عن الحركات الشبابية؟
** الحركات الشبابية هى من قامت بالثورة،و لم ينضم الإخوان للثورة إلا بعد نجاحها، وحماية الجيش لها، والتأكد من أنه لن يطلق رصاصة واحدة ومع هذا الدور العظيم الذى قامت به تلك الحركات لم يحصلوا على شئ وعندما رأيتهم فى عز ايام الثورة يجلسون فى الميدان ويناقشون تشكيل حكومة ومجلس رئاسى حذرتهم، وقلت لهم الثورة» هتنسرق« سيبو الميدان واختلطوا بالناس قالوا : إنت فلول اعتقدوا اننى اعمل ضدهم والمقصود اننى كنت اتكلم سياسياً، وأعلم ما يدور فى الخفاء وما يخطط له الإخوان، وقد حدث كل ما توقعته، حيث استولى الإخوان على السلطة وخرج شباب الثورة من الموعد بلا حمص ..
** بات من الواضح ان كبت الحريات أصبح على» المحل «
** لن ينجح الرئيس مرسى فى كبت الحريات أو تكميم الافواه مع التأكيد بأن الرئيس مرسى بدأ يستخدم نفس القوانين والممارسات التى كان يمارسها النظام السابق، ولم ينجح، اعتدى رجل حسنى مبارك على جمال بدوى وعبد الحليم قنديل وعادل حمودة وابراهيم عيسى ولم ينجح ومن هنا أقول لك صراحة إن مرسى لو وقف على دماغه لن يستطيع ان يعيد مصر للوراء، لن يجرؤ على أن يقول للشعب للخلف در.. ولن يقبل الشعب المصرى أى ممارسات قمعية بعد ذلك، ولن يفرط فى حريته التى حصل عليها بدماء الشهداء ..
** وماذا عن قوى المعارضة؟
** المعارضة فشلت فى الاطاحة بنظام مبارك الفاسد الفاشل كانت تحتاج الى دعم وفى النهاية خرج الشعب، ومنح المعارضة »زقه للنبى«.. وبعد»كده« كل واحد رجع بمكتبه..والثوار فضلوا فى التحرير، والاخوان لعبوها صح وفى النهاية فاز الإخوان جابوا 40% فى مجلس الشعب.. رفضوا التحالف مع القوى السياسية..اعتقدوا إن كل شئ يمكن أخذه بالذراع وكانت النتيجة حصول مرشحهم فى الجولة الأولى على 5 مليون صوت منهم ع لى الاقل 3 ملايين صوت من خارج الإخوان ..
** ولكنه حصل على 13 مليوناً فى جولة الإعادة وفاز فى الانتخابات ؟
** لا تعتقد أن فوز مرسى دليل على قوة الاخوان ، لأن الذين انتخبوا مرسى كانوا ضد النظام السابق فمثلاً فى أحمد شفيق ..
** معنى هذا أن المعارضة فشلت فى أول اختيار؟
** أداء القوى الليبرالية والمدنية واليسارية لا يتعدى الـ2% والقوى الليبرالية اداروا أسوأ حملة انتخابية فى تاريخ البشرية، قالوا ايام الحملة» ما عندناش وقت كفاية« وهذا كلام لا يصح، لأنك تقول لخصمه لا تنتخبنى، لأننى لن أقدم لك شيئاً ..
** ولكن الصراحة مطلوبة؟
** السياسة لا تعرف الصراحة، والصراحة لا مكان لها فى السياسة..كان يجب عليها ـ أى المعارضة ـ سأدخل الانتخابات .. وسأخدم التيارات التى تتاجر بالدين، وهذا يرجع الى قلة الخبرة السياسية ..
** هل يمثل التحرير دعماً للرئيس مرسي؟
** التحرير ليس الشعب المصرى والدراسات الهندسية قالت إنه يستوعب 350 الفاً أو 400 ألف على أقصى تقدير ، وبالتالى فهؤلاء يمثل ضغطاً أو دعماً ولأن ننسى أن مظاهرات تأييد مرسى فى التحرير وبعض الميادين بتعليمات من محمد بديع و عصام العريان، أى من جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة ومجلس شورى الجماعة ..
** وما هو الدعم الحقيقى؟
** الدعم الحقيقى عندما يخرج الشعب المصرى فى طوابير الاستفتاء والانتخابات بـ الـ7 ساعات فى انتخابات مجلس الشعب خرج 27 مليون مصرى وفى انتخابات الرئاسة 25 مليوناً الشعب المصرى عرف طريق الديمقراطية..شعب يرفض ا لتظاهر، والعنف أما متظاهروا التحرير فيهتفون يوم الجمعة وينصرفون يوم السبت، ويبقى البلطجية يوم الاحد، وكان الله بالسر عليم.. ولا ننسى أن انصار مصرى ينتقلون من المحافظات على حساب الحزب والجماعة، وليس بإرادة شعبية خلصة، الشعب المصرى وجه رسالة قوية للقوى السياسية مفادها أقف فى الطابور 7 ساعات، ولا اجلس فى التحرير نصف ساعة ..
** هل تستبشر خيراً لمصر تحت د. مرسى ووصاية المرشد العام د. محمد بديع؟
** انا مصاب بخيبة أمل فى البداية كنت أتوقع خيراً، وكنت ارفض الهجوم عليهم، وطلبت من التيارات السياسية عدم الحكم مبكراً وقلت يجب ان نعطيهم الفرصة..توقعت ان يشتغلوا على خط الفقر، والعدالة الاجتماعية..فوجئت بسياسة الاستحواذ والتكويش واخونة مؤسسات الدولة والتشكيك فى احكام القضاء، وضرب المحكمة الدستورية فى مقتل، الإخوان تخطط فى ترسيخ مبدأ ولاية الفقيه.. وتأسيس هيئة تشخيص مصلحة النظام كما هو حادث فى إيران ..
** اشتغال جماعة الإخوان بالسياسة والتجارة بالدين دفع البعض الى ضرورة حلها والتخلص منها، ما رأيك فى ذلك؟
** الإخوان يخلصون انفسهم بأنفسهم، ولن ينجحوا فى العمل فوق الارض لأنهم تعودوا على العمل السرى ، نهاية الإخوان ستكون على ايديهم لأن بذرة نهايتهم موجودة فيهم، والدليل انه بسبب الهيمنة والسيطرة فى انتخابات مجلس الشعب فقدوا اكثر من 10 ملايين صوت فى انتخابات الرئاسة..وهذه ارقام وحقائق ولذلك اذا لم يقرأ الإخوان خريطة الواقع والتصالح مع الذات، والعمل لمصلحة مصر لن يحصل الإخوان على نسبة 40% مرة ثانية ..
** ما النسبة التى يمكن ان يحصل عليها الإخوان فى انتخابات مجلس الشعب القادمة؟
** لن تزيد نسبة الإخوان على 20% لان المثل يقول» من قدم السبت لقى الحد قدامه والإخوان » لا قدموا لا سبت ولا حد «..
** ولكن ما العمل اذا استمرت الانتخابات بنظام القائمة الذى سمح للإخوان بالحصول على أكبر نسبة من المقاعد؟
** بداية يوجد حكمان باتان اكدوا أن نظام القائمة المطلقة والنسبية غير دستورى لأنها لم تتح للمستقلين فرصة الترشح ع لى كل المقاعد الفردية، ومع هذا اذا تم اجراء الانتخابات بنظام القوائم فلن يحصل الإخوان على نسبة الـ40% مرة ثانية ..
** د. هشام قاسم هل يؤثر مكتب الارشاد على قرارات د. مرسى؟
** انا متأكد أن مكتب الارشاد هو الاساسى وأن التعليمات تصدر منه مباشرة، تأكدت من ذلك عندما اصدر قراراً بإعادة مجلس الشعب، ولم يستطع الدفاع عنه لأنه قيل له اعمل كده ..
** ولكن الإخوان طلبوا رأى محكمة النقض فى حكم الدستورية؟
** احكام الدستورية، كما قابله للطعن، واحكامها تنفذ من تلقاء نفسها، وبالتالى فالاستعانة بمحكمة النقض فى النظر بأحكام الدستورية نكته..ولذلك قالت: أنا لست جهة اختصاص .
** وهل يجهل محاموا الإخوان الذين رفعوا الدعوى أمام النقض ذلك؟
** هم يعرفون كل شئ، ولكنه نوع من المجادلة فى الحق والشد الإعلامى مع الاشارة الى نقطة اخرى وهى أن الفريق القانونى للإخوان غير مستقل، بمعنى أنهم نشطاء يفكر الواحد منهم كيف يلعب بالقانون حتى يصل لنقطة معينة، ومن هنا فيعاب عليهم أنه لا يوجد عندهم المحامى المحترف.. وبالتالى سيقعون فى اخطاء قانونية لا حصر لها ..
** رأيك فى أداء حكومة د. هشام قنديل !!
** الإجابة قد تكون مبكرة عن هذا السؤال، ولكن الشواهد التى أمامى كذلك ان رئيس الوزراء الجديد تنقصه الخبرة السياسية، وإنه رئيس وزراء تلقائى» واللى على قلبه على لسانه« وكنا نتوقع أن يكون رئيس الوزراء من القطاع المصرفى، ولكن فوجئنا انه جاء من قطاع الرى والمصارف كما لم يشهد له بالإدارة أو التخطيط أو الابحاث العلمية ..
** من صفوت لفهمى يا قلب لا تحزن.. والسؤال لماذا الإصرار على مجلس الشورى فى الدستور الجديد، مع أنه هيئة استشارية وليس تشريعية؟
** أنت تعلم أن غالبية مجلس الشورى الحالى من الحرية والعدالة والنور السلفى وبالتالى لإبقاء عليه جزء من الاستحواذ كله تفكير تكتيكى لتحقيق مصالح خاصة ولفترة زمنية، محدودة فأعضاء اللجنة التأسيسية أو القيادات التى تحاول السيطرة على مفاصل المؤسسات الآن لا يعرفون ماذا سيكون الوضع بعد 3 سنوات مثلاً، لإن المستقبل » موش فى دماغه «.
** د. هشام .. هل مدنية الدولة فى خطر؟
** فعلاً مدنية الدولة فى خطر حقيقى، وهنا ليست معادلة حسابية ولا يحزنون فهم يصرون على تقوية شوكتهم، وإضعاف المؤسسات والقوى السياسية الزخرى..الجماعة مصرة على تغيير هوية الدولة..أخونة المؤسسات تؤكد هذا الكلام..مشاريع القوانين، العزل السياسى الذى تم رفضه كان الغرض منه إتاحة الفرصة لمحمد مرسي، والعفو السياسى لتقوية شوكة الجهاديين والإسلاميين..والأغرب من ذلك ما هو السر الذى يجعل السلطة فى مصر» تترمى« فى حضن حماس اسماعيل هيئة رئيس حكومة مقاله، ولا يمثل كل فلسطين، وأبو مازن موجود بصفته رئيس السلطة الفلسطينية، ومن هنا فالسلطة فى مصر تفتح قنوات مع حماس على اساس انهم نفس الهوية بصرف النظر عن الشرعية أو عدم الشرعية ..
** مختار العشرى رئيس اللجنة القانونية بمجلس شورى الجماعة قال صراحة إن لدينا عناصر خاصة لحماية المقرات، ويمكن الاستعانة بها فى أى وقت ماذا يعنى السيد العشرى بهذا الكلام ..
** هو يريد ارهاب الاعلاميين والفضائيات والقوى السياسية الموجودة على الساحة.. اعتدوا على خالد صلاح، وعمرو أديب وتوفيق عكاشة وحمدى الفخرانى ومحمد أبو حامد وقدموا بلاغات ورفعوا قضايا على عادل حمودة ، ومصطفى بكرى، وعبد الحليم قنديل..وهذا بالطبع ليس فى صالح الاخوان ويأتى بنتائج عكسية عليهم، ويعكس مدى التخبط الذى يعانى منه متخذوا القرار مع العلم بأن النظام السابق، كما قلت لك اعتدى على مصطفى شردى، ومجدى أحمد حسين، وعبد الحليم قنديل، ولم ينجح فى حماية نفسه ..
** وماذا تقول فى حركة تغيير رؤساء تحرير الصحف؟
** هم لم يتعلموا الدرس، هم يريدون اخونة الصحافة، والاستعانة برؤساء تحرير ملاكى..وهذا لن ينفعهم فى شئ فرؤساء التحرير الذين كان يدعمهم النظام قبل الثورة، أول من انقلبوا عليه بعد 11 فبراير قالوا» الشعب اسقط النظام« كارثة
** هل ورثة الإخوان جينات الاستحواذ والسيطرة التى دأب عليها الحزب الوطنى؟
** الإخوان يمارسون سياسة الاستحواذ على مدار تاريخهم ولا يحتاجون الى جينات الحزب الوطنى أو غيره، فالتاريخ يقول أنهم عام 28 رفضوا التحالف أو حتى التنافس مع الاحزاب الدستورية بحجة أنها احزاب دنيوية وليست احزاباً دينية، وعندما خرجوا من العمل السياسى من المولد بلا حمص انشأوا عام 43 التنظيم الخاص بقيادة عبد الرحمن السندى.. ارادوا تصفية الخصوم »قتلوا« الخازندار والنقراشى كانت النتيجة الطبيعية انهم قتلوا حسن البنا..لعبوا مع امريكا ضد عبد الناصر فى 54..حاولوا اغتياله فى حادث المنشية، وبصرف النظر عن حقيقة ما جرى فإن الإخوان يريدون الحصول دائماً على أكثر من حقهم فى السلطة.. جاء السادات وأفرج عنهم وأتذكر الكلام على لسان هشام قاسم. إن المستشار مأمون الهضيبى قال لى إنه فى عام 71 تم الإفراج عنه عن مأمون وكان فى السجن منذ 6 سنوات، وتم الافراج ايضاً عن عمر التلمسانى وكان فى السجن من 18 عاماً وفى احد الايام قالت إدارة السجن لهما، كلما المأمور وعندما خرجا، لم يجداه فطلب منهما الحارس ان يخرجا ويذهب كل واحد منهما الى حال سبيله..اعتقد أنها مؤامرة أو أنهما سيقتلان عن طريق الكلاب أو الرصاص ولكنهما خرجا ..
** ولماذا خرجا؟
** لأن السادات كان يفكر آنذاك فى التخلص من تبعية الاتحاد السوفيتى وطرد المستشارين الروس، وكان يحتاج إلى قوة مناوئة لليساريين و تنظيم شيوعى قوى فأفرج عن الإخوان المسلمين ودعم تيار الإسلام السياسى، الذى انقلب عليه وقتله بعد ذلك ..
وفى عهد مبارك تأكدوا أنه لن تقوم لهم قائمة فتحالفوا مع الوفد عام 84 وتحالفوا مع العمل والأحرار عام 87 وفى عام 1990 اصبح رصيدهم صفر فى الشارع مع بداية، ظاهرة الارهاب وفى عام 95 مبارك كسر وسطهم فى المحاكمات العسكرية ..
** د. هشام مع انك متخصص فى الاعلام والصحافة تتكلم عنهم، وكأنك واحداً منهم؟
** كنت اساعد الإخوان، واقف بجوارهم كحقوقى ابحث عن الحرية والعدالة.. ولكن مع الوقت اصيبت بخيبة امل فيهم.. تيقنت مؤخراً أن القوى اليسارية كانت على حق ..
** وماذا قالت لك تلك القوى حتى تقول إنها على حق؟
** كانت تقول لى لا تدافع عنهم، اتركهم فى السجون، إن الإخوان جماعة ليست لها أمان، مع اننى اول من دافعت عن الإخوان ايام مبارك وهم احياء يرزقون اليوم مرسى بصفته واحداً من الإخوان كرر نفس الطابع السياسى الذى كان يسير عليه مبارك، يرفض التحالف مع أى قوى سياسية مع أن السياسة لا تعرف الاستحواذ والتملك، ما دامت تعمل فى السياسة، لابد أن تكون مرناً.. لا توجد ثوابت.. فجماعة الإخوان أو الرئيس مرسى يحكم مصر حالياً على طريقة عنتر شايل سيفه .
** أول شئ فعله الإخوان هو تغيير قيادات المؤسسات الصحفية القومية والسؤال هل هذا التغيير سيكون فى مصلحة المؤسسة أم الإخوان؟
** التغيير سيكون فى مصلحة الإخوان طبعاً لأن أغلب رؤساء التحرير الجدد سيدورون فى فلك الإخوان ..
** ومتى يكون التغيير فى مصلحة المؤسسات؟
** عندما يكون التغيير فى الفكر، وهو لابد من اعادة النظر فى اقتصاديات تلك المؤسسات ولا يتم هذا إلا بالنظر فى سياسة التوظيف .
** وما المقصود بهذا؟
** مجلس الشورى يمتلك 8 مؤسسات دور نشر بـ55 مطبوعة ..رئيس تحرير الكل خاسر، الاهرام مثلاً فيها 14 اصدار ايراداتها من 700 إلى 800 مليون، ومصاريفها مليار و700 مليون، إذن الدولة تقدم دعماً للأهرام مليار جنيه سنوياً.. معقول أدعم الاهرام بهذا المبلغ، ولا ادعم المرضى الموجودين على الرصيف، أو نايمين فى مستوصف ..
** وما سبب المشكلة؟
** المشكلة فى العقلية والإدارة وغياب النظرة الاقتصادية، والتعيين والواسطة والمحسوبية فمثلاً بيكتب عمود وابن اخته محام فاشل..ياخذ كارت توصية، ويتعين فى الادارة القانونية وواحد رئيس تحرير وابن»اخوه« طبيب على ما تفرج يتعين فى الإدارة الطبية.. المعادلة »القديمة« فى الاهرام إن كل واحد صحفى تحت ايده »2 « إداريين والآن كل 4 صحفيين تحت يدهم واحد إدارى ..هل تصدق أن الاهرام مثلاً فيها 2000 صحفى من 17 الف موظف بيعملوا ايه ..
** والحل؟
** الحل فى المعاش المبكر.. »تمشية« الحال لحين البحث عن وظيفة فى نفس المهنة أو أى مهنة اخرى ..
** ولكن هذا الحل قد يبدو تعسفياً؟
** ولكن هذا افضل من أن تذهب إلى مؤسستك وتجدها »مقفولة« بالضبة والمفتاح ..
** وهل توجد سوابق لذلك؟
** طبعاً.. ففى دول الكتلة الشرقية اغلقت مؤسسات الدولة فى وجه العمال والموظفين لإنهم غير قادرين على دفع المرتبات .
** ولكن هذا الكلام ينطبق على الاهرام فحسب؟
** الاهرام كنموذج جاء على ذهنى الآن، ولكن مبنى مثل ماسبيرو به موظفون أكثر من تليفزيونات قارة إفريقيا .
** فما القضية اذن؟
** القضية أن نعمل لصالح مصر، وليس لمصلحة فئة أو جماعة ..
مرسى لن ينجح فى كبت الحريات حتى لو وقف على»راسه «
الحركات الشبابية قامت بالثورة وخرجت من المولد بلا حمص
نهاية الإخوان «مودعة »
فى «جينات» أعضاء الجماعة
الشعب المصرى يقف فى طابور الانتخابات 7 ساعات ولا يجلس فى التحرير نصف ساعة
جماعة الإخوان تخطط لإنشاء مصلحة هيئة تشخيص النظام فى إيران
هشام قنديل «راجل عفوى» و«اللى على قلبه على لسانه »
الرئيس ليس ثورياً والمشير أجرم فى حق الثورة
مهدى عاكف يدير «محرقة» الفضائيات