كتب ـ حمادة السيد :
« وحكومة » على ما تفرج «!!
اسلام عفيفى لم يكن هو الأول فى القائمة السوداء عند الإخوان بل هناك عدد كبير من كبار الصحفيين فى هذه القائمة ويأتى على رأسها عادل حمودة رئيس تحرير جريدة الفجر، والدكتور عبدالحميد قنديل رئيس تحرير جريدة صوت الأمة واللذان ترددت انباء فى الايام القليلة الماضية بأنه سيتم احالتهم للمحاكمة بتهمة إهانة رئيس الجمهورية فالعلاقة بين الصحفيين والرئيس دائماً متوترة ويعتبر الحاكم أن الصحافة ماهى إلا »نداً« له وبالعودة لهذه العلاقة المتوترة نجد أنه خلال الفترة الملكية ظهرت اعداد كبيرة من الصحف فظهرت صحف تعبر عن تنظيمات رافضة سياسياً، كما ظهرت صحف تعبر عن جماعة الإخوان المسلمين مثل» النذير« و»الاخوان المسلمين« التى صدرت فى عهد حكومة اسماعيل صدقى فى عام 1946 نتيجة للعلاقة الوطيدة بين صدقى ومؤسس الجماعة حسن البنا وظهر فى هذه الفترة الصحافة اليسارية التى نقلت الفكر الماركسى والصحافة الحزبية والصحافة المستقلة فى »اخبار اليوم« لكن رغم تعدد الصحف إلا أن بعضها كانت لا تصدر إلا مرة واحدة نتيجة المصادرات المتعددة، وفى هذه الفترة استحدث رئيس الوزراء إسماعيل صدقى جريمة للصحفيين وهى جريمة استخدام عبارات من شأنها تعريض نظام الحكم للكراهية أو الازدراء ..
وبعد ثورة 23 يوليو 1952 اختفت صحف وظهرت اخرى حيث تم وقف الصحف الحزبية بعد حل الأحزاب وكان أول صدام مع الصحافة بعد يومين فقط من قيام الثورة عندما تم اعتقال مصطفى وعلى أمين بعد بلاغ يتهمهم فيه بالتخابر لصالح بريطانيا وافرج عنهم بعد ثبوت كذب البلاغ ..
ومنذ 25 يوليو 1952 صدر قرار بفرض الرقابة الحربية على الصحف وبعد الغائها فرضت بقوانين وأساليب اخرى وفى 15 ابريل 1954 قرر مجلس قيادة الثورة حل نقابة الصحفيين بدعوى تقاضي اعضائها مصروفات سرية، وشهد نفس العام حملة اعتقالات ومحاكمات للصحفيين كان منها اعتقال احسان عبد القدوس رئيس تحرير روز اليوسف، وعرفت هذه الفترة بالعدائية بين قيادات الجيش والصحافة ..
وفى عصر السادات ورغم أنه كان ينتمى لبلاط صاحبة الجلالة إلا أنه منذ توليه السلطة فى 1970 وبدأ الصدام بينه وبين الصحافة وترتب على هذا الصدام تحويل عدد من الصحفيين إلى وظائف حكومية واستمرت علاقة السادات مع الصحافة بين شد وجذب حتى توقيع السادات معاهدة السلام مع اسرائيل، وهنا بدأت أقوى مواجهة مع الصحافة خاصة الصحف الحزبية وهو ما ترتب عليه مصادرة اعداد بعض من هذه الصحف، وانتهى الأمر إلى إغلاق كثير من الصحف فى سبتمبر 1981 بالاضافة الى حركة اعتقالات واسعة لصحفييها، واستبعاد آخرون عن العمل أما بالنسبة لعهد مبارك فكان اكثر حرية آخرين عن العهود السابقة وإن تعرضت الصحافة فى سنوات حكمه للعديد من الأزمات ومن أبرز الأزمات الصحفية فى عهد المخلوع أزمة قانون تشديد عقوبات جرائم النشر، وفرض القيود على الصحف المستقلة والحزبية واستمرار سياسة اعتقال الصحفيين .
وظهر فى عهد مبارك مجموعة كبيرة من الصحفيين المعارضين لسياسته ولحكمه وعلى رأسهم الصحفى ابراهيم عيسى الذى حكم عليه بالحبس فى القضية الشهيرة باسم »صحة الرئيس« وجاء عصر» محمد مرسى« ليضرب وجماعته حصاراً على الصحفيين والصحف، فوصف مرشد الإخوان محمد بديع للصحفيين بأنهم سحرة فرعون، بداية لقمع اصحاب الرأى وكانت بداية عهد مرسى مخيبة للآمال حيث يتم تقييد حرية الصحافة والإعلام.. فإحالة اسلام عفيفى رئيس تحرير الدستور لمحكمة الجنايات جرس إنذار لكل الكتيبة الصحفية بالانتباه، جريمة »عفيفى« لخصتها المحكمة بإهانة الرئيس حيث سبقها تقدم عدد من الاشخاص ببلاغات إلى ادارة مكافحة جرائم المطبوعات بوزارة الداخلية اتهموا فيها جريدة الدستور والقائمين عليها بسب وقذف الرئيس محمد مرسى والتحريض على الفتنة الطائفية بالمجتمع فى أعداد متتالية للجريدة، استخدمت فيها ألفاظاً وعناوين للاخبار بالجريدة لا تليق مع مكانة رئيس الدولة وأضاف المبلغون فى بلاغاتهم أن جريدة الدستور تعمل على التحريض وإشعال الفتنة فى المجتمع على نحو يهدد الاستقرار ويوقف عجلة الانتاج فى البلاد، كما أساءوا الى رئيس الجمهورية من خلال استخدام عبارات وألفاظ يعاقب عليها القانون مشيرين إلى أن صفتهم فى تقديم تلك البلاغات تتمثل فى كونهم مواطنين مصريين يخشون من عدم استقرار مصر فضلاً عن اعتبارهم أن إهانة الجريدة لرئيس الجمهورية تعد إهانة للشعب المصرى بأكمله ..
وقد نشرت »الدستور« بعض العناوين على صدور صفحاتها ومنها »حماس« تتحدى مصر..وتواصل عمليات التهريب عبر الانفاق ..
كما تحدثت الجريدة عن بلاغان للنائب العام يتهمان»مرسى« وجماعته بتدبير حادث رفح وقتل المجندين، وقالت فى الخبر أنه تقدم الدكتور توفيق عكاشة ببلاغين للنائب المستشار عبد المجيد محمود أتهم فيهما جماعة الإخوان المسلمين بالتورط فى احداث رفح التى راح ضحيتها 17 ضابطاً وجندياً من الجيش المصرى معبر كرم أبو سالم ..
ومن المانشيتات التى لم يرضى عنها الإخوان فى الدستور »جريمة مكتملة الأركان« الإخوان يرتكبون جريمة تزوير نكراء على مرأى ومسمع من الجميع فى جميع محافظات مصر ومؤامرة إخوانية لإفساد الانتخابات ووثيقة خطيرة تفضح المخطط المحكم للجماعة لإبطال أصوات المنافسين .
أما بالنسبة للدكتور عبد الحليم قنديل رئيس تحرير جريدة صوت الأمة، فإنه من المعروف عنه صوته العالى الذى يخرج على الورق، لا يجامل احداً فى شئ، شن حملة شرسة ضد نظام المخلوع، فقام رجال مبارك بخطفه والقائه فى صحراء السويس، وجاء عصر»مرسى« ليحوله إلى المحاكم بسبب مقالاته النارية التى لا ترضى الإخوان أو مكتب الارشاد .
ومن هذه المقالات ما حملت عنوان »رئيس مرمطون وحكومة على متفرج« حيث جاء فيها..لا اعرف من الذى اخترع كلمة»مرمطون« وإن كانت من فعل مرمط و»قرمط« مرمطة، والمعنى على أى حال ظاهر الإهانة أى أن يهين نفسه، أو قل إنه ولد هكذا، وعرف أن الطاعة سبيل الترقى فاتخذ سبيلاً لنفسه فى سلك جماعة الإخوان، وظل محافظاً على عهد »المرمطة« حتى بعد أن صار رئيساً منتخباً لمصر، ووسط أجواء من تنازع المجلس العسكرى ومكتب ارشاد الإخوان فى التأثير على مرسى وصياغة قراراته، وترك مهمة توقيعها لسيادته، وهى مهمة لا يملك أن يعتذر عنها، وكما اعتذر للناس ببلاهة عن انقطاع المياه والكهرباء وكأن المسئول شخص اخر غيره، أو كأن اعتذار سيادته سيعيد الكهرباء إلى أسلاكها والمياه إلى مجاريها ويتابع »قنديل« فى مقاله:
ما علينا المهم أن الرئيس مرسى ضبط متلبساً بالمرمطة فى تشكيل حكومة هشام قنديل، ويبدو أن مرسى وجد فى الأخ هشام ضالته، فالعينة بينة والجواب ظاهر من عنوانه ورئيس الوزراء على ما بدا من تصريحاته الأولى، يبدو شخصيته ضعيفة وركيكة جداً، والطريف أنه قال للذين اعتذروا عن قبول العمل معه، سوف تندمون، ولا ندرى عن أى ندم يتحدث سيادته بين وزارته »التكنو إخوان« تمشى على سكة الندامة بالذات فلا هى حكومة »تكنوقراط« مما يعتد بشخصياتها أو يشار إلى خبراتهم ولا هى حكومة سياسية بأى معنى شعبى، بل مجرد خليط من سواقط القيد التكنوقراطى إضافة لوزراء »فرقع لوز« اختارهم مكتب ارشاد الإخوان لمرسى، ثم اخبر مرسى صاحبه هشام بالاسماء ووجدها الاخيرة فرصة لتمثيل دور رئيس الوزراء وتماماً كما يمثل مرسى دور الرئيس، فليست »اللحية« وحدهاه هى الرابط المشترك بين مرسى وهشام بالاخوان الشخصية الظاهر عند الاثنين والتواضع المميت فى القدرات ، وقبول الأوامر على أنها نصائح واجبة التنفيذ فقد اختار مكتسب الارشاد وزراءه، واختارهم خيرت الشاطر بالذات، ومن رجال المخلصين الذين لا يناقشون ولا يعقبون بل يؤدون ادوارهم على طريقة» عساكر المراسلة« أو على طريقة..اربط الحمار مطرح ما صاحبه يعوز، وترك المجلس العسكرى فرصه أو ترك »مساحة تلاعب« لمكتب الارشاد وخيرت الشاطر وفى وزارات لا يكاد يلحظ وجودها أحد وربما فرح مرسى بوزير واحد من الذين اختارهم مكتب الارشاد وخيرت الشاطر وهو الزميل صلاح عبد المقصود وكيل نقابة الصحفيين السابق، وهو رجل طيب ذو تاريخ نقابى طويل لكن تاريخه المهنى لا يكاد يلحظ، ولم يحدث ولو مرة أن جرى اختبار كفاءته إدارياً فى موقع مهنى وكل الحكاية انه »اخوانى« منضبط تنظيمياً وعمل مستشاراً اعلامياً لحملة مرسى وربما يتصور الرئيس فائدة فى اختيار عبد المقصود وزيراً للإعلام وكنت أتصور أن يرفض عبد المقصود قبول الهدية المسمومة، فلا يوجد إعلامى أو صحفى معتبر يقبل بوجود وزارة للإعلام اصلاً وهو ما يعرفه عبد المقصود بحكم تاريخه النقابى لكنه قبل الأمر كعضو »إخوانى« مجبول على السمع والطاعة، وحتى لو خالفت اعتقاداته المعلنة عن حرية الاعلام قبل الأمر وهو يعرف المطلوب فمكتب ارشاد الإخوان يشكو من الإعلام والرئيس مرسى يشكو ايضاً ويقيم الدعاوى القضائية ضد منتقديه، وربما تصور أعضاء مكتب الارشاد، وتصور الرئيس مرسى ربما تصوروا أن توليه عبد المقصود للإعلام هى الحل، وأن عبد المقصود كفيل بتكميم الأفواه وكسر الاقلام، أو أنه قادر على تحويل ما يسمى »الاعلام القومى« إلى شركة مضافة لإمبراطورية خيرت الشاطر وهى مهمة اكبر من الزميل عبد المقصود وأكبر من مكتب الإرشاد ومن الرئيس مرسى نفسه ولن يكسب هؤلاء سوى »سواد الوش«، من وراء تعيين عبد المقصود وزيراً للإعلام والخاسر الاكبر سيكون الزميل عبد المقصود نفسه وهو الرجل الذى كان يحظى باحترام زملائه لطيبته واستعداده للخدمة، بينما سيكون عليه يحسب الأوامر أن يلعب دور »الفرعون« الذى لا يقدر عليه ودور »الاخونة« الاعلامية فى بيئة تستعصى على الترويض فلا أحد يستطيع وقف تيار النقد الحاد للرئيس ..
ومن مقالات »قنديل« ايضاً التى لم ترض مكتب الارشاد ماكتبه فى »صوت الأمة« تحت عنوان »الشاطر هو الوجه الآخر لسليمان« وكان ذلك اثناء الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية حيث جاء بالمقال »الحقيقة الناطقة ظاهرة جداً، وهى أن الشاطر مرشح الامريكان باسم الإخوان، وأن ترشيحه هو الوجه الآخر لترشيح اللواء عمر سليمان، كانت جماعة مبارك مزيجاً من جماعة الأمن وجماعة البيزنس وكان عمر سليمان عنواناً لجماعة الأمن، والتى تعزز نفوذها بتفويض المجلس العسكرى لخلافة مبارك، بينما فقدت جماعة البيزنس عدداً من رءوسها وواجهاتها وتوارى المهندس أحمد عز ولو مؤقتاً وراء أسوار سجن طرة وبدأ المهندس »خيرت الشاطر« كأنه الخليفة المناسب لأحمد عز ليست القصة فى تراجع قيادة الإخوان عن تعهد سبق وأصرت على إعلانه مئات المرات، ونكصت عنه فى لحظة، وقررت ترشيح المهندس خيرت الشاطر لمنصب الرئاسة، ليست القصة فى تراجع قيادة الإخوان ولا فى كونهم من الكذابين، فلم يكونوا ابداً من الصادقين ولا من حماة المبادئ ولا حراس الاخلاق فهم جماعة براجماتية وسلوكهم السياسى تجارى جداً، وبأبشع ما يعرف عن صفات التجار السيئين والذين يقسمون كل صباح، لا يقولون شيئاً صحيحاً أبداً طوال اليوم، وأن يبذلوا غاية جهدهم فى غش وخداع الزبائن، وفى عدم الوفاء بالكيل، وفى الضحك على ذقون الناس، وفى بيع البضاعة التى لا يملكونها وقبض الثمن مقدماً «.
أما مقاله »اخوان مبارك« فكان شرساً فيها عبد الحليم قنديل للغاية حيث جاء فيها« تتصرف قيادة الإخوان« وكأنها قد فتحت عكا، تتصرف بشهوة عارمة للتسلط وتبدو فى حالة جوع تاريخى إلى كراسى السلطان..وليست مفاجأة أن سلوك الإخوان يبدو تكراراً لسلوك حزب مبارك المنحل فليس من فارق جوهرى فى المعنى الاجتماعى، كلاهما يعبر عن طبقة اغنياء ومليارديرات المال الحرام، وكلاهما يتصرف سياسياً بقدر هائل من العجرفة ولا يبدو المهندس خيرت الشاطر مختلفاً فى المغزى عن سيرة المهندس أحمد عز، كما لا يبدو تصرف سعد الكتاتنى مختلفاً عن سلوك صفوت الشريف مقالات كثيرة كتبها عبد الحليم قنديل، ينظر اليها قيادات جماعة الإخوان المسلمين بأنها إهانة فى حقهم، ولذا فإنه يجب عقاب كاتب سطورها ليكون عبرة لمن يتعظ .
أما بالنسبة للكاتب الصحفى عادل حمودة فتعتبره جماعة الإخوان المسلمين بأنه اشرس خصومها من الصحفيين نظراً للحملات الشرسة التى يشنها ضد قياداتها عبر صفحات جريدة الفجر، ومن المقالات التى كتبها حمودة اغضبت الجماعة ما جاء تحت عنوان، مرسى يلحس عسل الكرسى.. حيث جاء فيها »يتبادل المصريون التهانى بحلول شهر رمضان بنفوس مسدودة «.
مكسورة..فلا هم طيبون..ولا بلادهم سعيدة ..
إن جملة » كل عام وأنتم بخير ..تبدو هذه السنة مثل ورقة نقد مزيفة..غير قابلة للصرف..أو مثل شهادة زور..غير قابلة للتصديق..أو مثل الظهور علناً بوجهين..ما ينطق به اللسان لا يصدقه القلب..أو مثل الضحك بشفتين جافتين احداهما من خشب والاخري من بلاستيك لو أصر أحد على أن ينطق امامك بهذه الجملة اسحبه الى المحكمة بتهمة البلاغ الكاذب ..
وتابع حمودة فى مقاله خلال الانتخابات افرط محمد مرسى فى الوعود.. أوهمنا بأن فى يده عصا سحرية..ستزيل القمامة لتبرق الشوارع..ستنظم المرور لتسابق السيارات الريح..ستعالج المرضي ليسترد الشعب المنهك صحته ويفوت فى الحديد ..ستقضى على البطالة ليجد كل شاب وظيفة دون واسطة أو رشوة أو محسوبية، ستحقق العدل فلا يقهر مظلوم..ولا يسجن غارم..ولا يفر مجرم..ستزيل العشوائيات وينقل سكان القبور إلى قصور.. ستأتى بحكمة عثمان بن عفان وإيمان أبى بكر الصديق وحزم عمر بالخطاب..وجرأة على بن أبى طالب..لكن..كل ذلك كان صرحاً من خيال فهوي انكشف الرئيس الإخوانى على حقيقته ..ضعيف..عاجز..متردد..مناور..لاتعرف من يفكر له..ولا من يرشده ..وربما كان يتكلم بلسان غيره..لكن مؤكد أنه يتفرغ للصراع على السلطة..ويصر على التكويش عليها ويترك الشعب..نصير الحاكم وسنده وقوته يعانى وحده..يشكو ربه وحده وعندما فتح الله عليه..هددنا بنفاد صبر الحليم..توعدنا بأن نلقى بسيف القانون ما نمتلكه بقوة الديمقراطية..الديمقراطية تعطينا الحق فى أن نحرمه من ان يكون فرعوناً جديداً وبثورية بلا حدود اعلن الرجل انتفاضة »الزبالة« تمخض الجبل فولد فأراً.. خرج علينا بثوب رئيس فوجدناه يتصرف مثل مسئول النظافة فى حي..فلو كانت القمامة المسئولية الاستراتيجية العليا للرئيس فمن ينقذ الأمة من متاعبها الزمنة ومشاكلهاه القاتلة ..
ولن يمسك محمد مرسى بمقشة ويبدأ بنفسه..كل ما فعل هو أنه القى بما وعد بتنفيذه على غيره ..ليبدأ هو وجماعته فى غرف العسل..والغرف فيه.. الزبالة لنا.. والزبدة للإخوان ..هل هناك مبرر لتفجير مصر يأساً وقهراً..وفقرا..وعجزا..اكثر من ذلك؟
ومما كتبه ايضاً عادل حمودة ما جاء بعنوان»الثورة على مبارك بدأت فى التحرير والثورة على مرسى تبدأ فى هليوبوليس« وجاء فى احد اجزاء المقال» فور انتخاب محمد مرسى« رئيساً رفض المشير حسين طنطاوى الذهاب اليه لتهنئته وعندما جاء إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة لم يستقبلوه على مائدة كى لا يجلس على رأسها..ولكن استقبلوه فى صالون من صالونات وزارة الدفاع مثل كبار الضيوف والشخصيات ولم يتردد فى أن يحتضن كل عضو من اعضاء المجلس ويشكره بصفة خاصة..وهو أمر لافت للنظر أنه فى الاجتماعات المغلقة يتصرف بطريقة تختلف عن طريقته فى الميادين واللقاءات المفتوحة.،.مجامل فى السر مهاغجم فى العلن وهو ما حدث ايضاً خلال لقائه مع مستشارى المحكمة الدستورية قبل حلف اليمين..وإن حاول أن يكون الحلف بعيداً عن كاميرات التليفزيون لكنه..فشل
وبدا واضحاً أنه اذا ما سئل عن شئ يطلب مهملة من الوقت كى يعود إلى الجماعة ..فهى فى النهاية التى أتت به الى السلطة وفتحت له ابواب الحكم على مصراعيها ..
ومن اخطر مقالات عادلحمودة ما كتبه بعنوان»تسقط الرئاسة ..تحيا العدالة« حيث انتقد من خلاله القرار الجمهورى الذى أصدره مرسى بعودة مجلس الشعب بعد قيام المحكمة الدستورية مجلة وكتب»حمودة« قائلاً يعانى الإخوان من مرض» الحول السياسى« فهم ينظرون فى اتجاه.. ويقررون فى اتجاه اخر..يتحدثون عن احترام القانون..ويدهسونه..يجتمعون لاختيار رئيس حكومة..وينتهون بعودة مجلس الشعب الباطل.. أمام المحكمة الدستورية اقسم محمد مرسى بالله العظيم على أن يحترم الدستور والقانون.. لكنه سرعان ما حنث يمينه..ولم يحترم لفظ الجلالة الذى نطق به..ولا كتاب الله الذى أقسم عليه..وضرب بعرض الحائط الحكم ببطلان مجلس الشعب متصوراً أن صيام ثلاثة ايام يعفيه من الجريمة التى ارتكبها فى حق السماء ..