كتب ـ السيد حسين

لم يكن تولى الفريق اول عبد الفتاح السيسى منصب وزير الدفاع خلفاً للمشير طنطاوى مفاجأة للكثيرين من المتابعين للأحداث فى الفترة الاخيرة فقد سبق أن وصفه المشير حسين طنطاوى امام اعضاء المجلس العسكرى بأنه» مستقبل القوات المسلحة المصرية« لكن المستغرب فى هذا القرار توقيته والسرعة التى صعد بها السيسى بعد أن حصل على ترقيتين دفعة واحدة إلى رتبة فريق أول ليكون بذلك أصغر من يحصل عليها بعد المشير عبد الحكيم عامر حيث لا يتجاوز عمر الفريق السيسى 53 عاماً، وقد حظى السيسى بثقة طنطاوى بسرعة كبيرة عقب توليه رئاسة المخابرات الحربية فى عام 2009 ما شجعه على وضع خطة انقلاب عسكرى بتكليف من المشير كان من المخطط تنفيذها يوم 4 مايو 2011 ضد الرئيس حسنى مبارك بعد حصول الجنرال الشاب على معلومات تؤكد أن الرئيس سيعلن فى هذا اليوم عدم ترشحه للرئاسة ليفتح الباب امام نجله جمال المرفوض من القوات المسلحة ومن الشعب المصرى لأنه يكرس لفكرة التوريث ومصر جمهورية وليس مملكة يتوارث فيها الحكم،

وجاء اندلاع ثورة 25 يناير ليرى فيه القادة العسكريون فرصة لنقل السلطة دون حاجة لتدخل وجاءت لهم الفرصة بعد ان تنحى مبارك وكلف المجلس العسكرى بإدارة شئون البلاد فكان التكليف ايضاً من السيسى الذى أدار توازنات دقيقة داخل المؤسسة العسكرية حتى استطاع مساء 10 فبراير حسم الأمور لصالح إزاحة مبارك عن الحكم ومعه نائبه عمر سليمان وهو ما تم بالفعل بنجاح فى اليوم التالى ويقول أحد المقربين من السيسى إنه ليس ناصرياً بالمفهوم التقليدى وهو بالتأكيد ليس اخوانياً وليس قريباً من الجماعة، ويرجع الاتهام الى رغبة مدير المخابرات العامة وقتها اللواء مراد موافى فى الاطاحة به ويؤكد أن اللواء عبد الفتاح ظل منذ نجاح ثورة يناير يتلقى ضربات متتابعة من رئيس الأركان سامى عنان الذى كان يخشى أن يكون المشير طنطاوى يجهز السيسى لخلافته بدلاً منه ومن اللواء موافى الذى كانت بينهما منافسة مهنية وهو ما يفسر الهجوم الإعلامى الذى تعرضت له اكثر من مرة المخابرات الحربية العام الماضي، وبنجاح الانقلاب الناعم الذى أداره الرئيس محمد مرسى فى الإطاحة بطنطاوى وعنان، يكون السيسى قد وصل لما كان يعده له المشير طنطاوى وجاء خليفة له فى وزارة الدفاع بعد ان بقى بها طنطاوى أكثر من 20 عاماً فى ست وزارات متتابعة .

وبعد اداء الفريق السيسى اليمين الدستورية امام الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية ليبدأ الفريق السيسى عمله وتبدأ صفحة جديدة فى العلاقة بين المجلس الاعلى للقوات المسلحة ومؤسسة الرئاسة بعد عام ونصف من وجود المجلس العسكرى فى سدة الحكم وصدارة المشهد والسيطرة على مقاليد الأمور ..
والمعروف عن وزير الدفاع الجديد أنه لم يظهر للإعلام كثيراً منذ توليه المخابرات العسكرية وكان الظهور الوحيد له عندما اعترف بإجراء القوات المسلحة كشوف العذرية على المعتقلات فى المتحف المصرى فى 9 مارس 2011 مبرراً ذلك بحماية الفتيات من الإغتصاب وحماية جنود الجيش من اتهامهم باغتصاب هؤلاء الفتيات وكانت هذه القضية الشهيرة التى ظهر فيها السيسى بشكل واضح على الساحة ..