youtube Twitter Facebook Page
Monday, September 3, 2012 3:30 AM
سكان عزبة خير الله يرفضون الرحيل
محافظة الجيزة تحتضر.. الشعب يريد..محافظ جديد
تكليف المحافظين باستعادة 350 مليار جنيه و300 ألف فدان
الرصاص المحرم دوليا
اعتصام الفلاحين بمدينة السادات
سكان عزبة خير الله يرفضون الرحيل
الدويقة..مدينة فى انتظار عزرائيل!!

كتب ـ اشرف التعلبى

فينك ياحكومة ؟ !!

الدويقة..مدينة فى انتظار عزرائيل !!


الصخور تهدد أرواح أهلها ومحافظ القاهرة لا يهتم


 فى الدويقه العذاب ألوان.. اشخاص ينتظرون الموت وشقق سكنية غير آدمية وصخور تهدد حياتهم كل ثانية ..
صخرة الدويقة هى الحدث الأشهر الذى وضع المدينة على رأس الشهرة لكن ما إن قامت الثورة حتى نسى المسئولون الجدد ارواح الغلابة ممن دهستهم الصخور وإهمال مبارك ونظامه وتركوهم فى ظلمات لا يعلمون .

»التيار الثالث« فى هذا التحقيق المصور ترصد وبأدق التفاصيل إهمال قد يسوق إلى كارثة واشخاص قد نكتب أو نسمع عنهم قريباً فى نشرات التليفزيون بعد أن يصيروا فى عداد المفقودين والمقتولين بالإهمال وسوء التقدير ..
بإختصار أهالى الدويقة هم نصف نكته ونصف ضحكة وبقايا حكايات مكررة..هم بإختصار كوميديا سوداء أشد تأثيراً من رواية البؤساء..هل يطالهم اهتمام قنديل ورجاله أم أن الحكومة تخدم رجالها فقط وذويهم..هل يتحرك محافظ القاهرة قبل أن تقع الكارثة ويكتفى سيادته بزيارة ميدانية وتفقدية لانهيارات صخرية تؤدى بحياة الغلابة من أهالى المنطقة ..
هذا التحقيق بمثابة بلاغ عاجل للرئيس والحكومة للتدخل قبل أن نخسر أهالينا الغلابة فى الدويقة الصخور تغازل سكان الدويقة والعقارب تطاردهم والحكومة تتجاهلهم ..

مازالت مشكلاتهم مستمرة يعيشون فى عشش ومبان آيلة للسقوط مبنية بشكل عشوائى ومتدنى متلاصقه تحرم اصحابها من ابسط الحقوق فى الاحتفاظ بخصوصياتهم، حيث تعيش الكلاب الضاله والعقارب والثعابين مع السكان وهم يواجهون خطر الموت مع شمس كل صباح خائفين من كوارث جديدة تقضى على آمالهم وأحلامهم، حياتهم كما يقولون على«كف عفريت» ينتظرون طوال الوقت لسقوط الكتل الصخرية عليهم.. أنهم سكان منطقة الدويقة أشهر منطقة عشوائية فى القاهرة والتى ازدادت شهرتها بعد الحادث المؤلم فى 2008 عندما سقطت بعض الكتل الصخرية على منازل الدويقه فراح ضحيتها مئات القتلى والجرحى بل أنها حرمت الأهالى من زيارة مقابرهم بعد أن ضاعت جثثهم تحت الانقاض وأطلق على تلك المنطقة مقابر الشهداء..سكان الدويقة لا يوجد شئ لا يعانون منه حياتهم لا تسر عدوا ولا حبيبا كما يقال فى الامثال منازلهم بأسقف متهالكة أو من دونها، تعلو قمم الجبال يحصلون بصعوبة على المياه الصالحة للشرب، أما عن الكهرباء التى يعتبرها الأهالى ضيفاً خفيفاً لعدم توافرها بل إن البعض يحلم بمشاهدة التلفاز ..

سكان لا تقع اعينهم إلا على المهملات والجبال وأشعة الشمس الحارقة والحشرات السامة ومياه المجارى التى تملأ الشوارع ويتنفسون رائحة الصرف الصحى ..

البعض منهم يعمل ويعيش بين تجمعات القمامة، تعودت معكم جريدتنا«التيار الثالث» على فتح قضايا وهموم أهالى مصر التانية للمساهمة فى حل قضايا هؤلاء لذلك قضينا يوماً كاملاً نتجول فى شوارع الدويقة لنرصد كيف يعيش هؤلاء وماهى المشكلات التى يتعرضون لها؟ وما هو التغير الذى طرأ على حياتهم منذ كارثة الصخرة عام2008 وماهى آمالهم وأحلامهم؟

وبعد أن تجولنا فى شوارعهم وجدنا حكايتهم قصة درامية تلقى الضوء على قنبلة موقوته ينتظرها أهالى الدويقة وأن أن الدويقة تحتل موقعاً مهماً لقربها من مدينة نصر والقلعة ومقابر الغفير إلا أنها تعد أكبر مجمع زبالة وقبل أن تطأ قدميك فى الحى تبدأ بحاسة الشم فوراً فى العمل، تفاجئك رائحة كريهة جداً تصيبك بالاختناق وصعوبة فى التنفس لكن يبدو أن سكان الدويقة معتادون عليها ..

وبدأت رحلة اليوم عندما دخلنا الشارع الرئيسى للدويقة وعلى الفور تجد مقالب القمامة تلفت نظرك فهى متراكمة على الجانبين تكسوها الحشرات والفئران، وجدنا الشوارع بها تعرجات شديدة وكثيرة ومطالع تشعر بسرعة نبضات قلبك وتجد صعوبة فى السير بدون سيارة ويبدو أن الشوارع غير ممهدة من الأساس لسير السيارات أو المواطنين ..
وجدنا سيارات نصف نقل وجيب موديل قديم جداً وميكروباصات متدنية جداً لتنقل أهالى الدويقة الى منازلهم التى تعلو الجبال وأثناء سير السيارة ننظر هنا وهناك فلم نجد الحدائق أو المتنزهات أو المنازل الفاخرة بل وجدنا أناسا يعيشون وينحتون بين الصخور وكلما تنظر للأعلى تجد طفلاً أو سيدة عجوزا تنظر من نافذة صغيرة من أحد المنازل أو العشش وهل تطل هذه النافذة على النيل بالطبع لا فهى تنظر إلى القمامة والعشوائية التى تعبر عن مصر التانية وتنظر لحظة انهيار الكتل الصخرية لتفارق الحياة وهى تنظر للمكان الذى عاشت فيه طيلة حياتها ..

وجدنا بعض الاطفال الذين يلعبون بين الصخور عسكر وحرامية، وبعضهم يختبئ بين الصخور بكل أمل وفرحة لا يعلم ما هو المصير القادم، لعله يجد نفسه بين الانقاض ..

وما أن علم ركاب السيارة أننى صحفى إلا واصبح لديهم أمل ولم يتوقفوا للحظة عن الكلام كأنهم لم يتحدثوا منذ سنوات، يتحدثون بكل ألم وحسرة ويأس بل إن الدموع كادت أن تذرف من البعض منهم، لا يحلمون بفيلا أو سيارة فاخرة، بل فقط يحلمون بغرفة وحمام ليحميهم من المجهول ويتهافتون لأى مسئول اثناء سير السيارة .
وجدنا مبنى قديما تحيط به القمامة من كل مكان به سور ونافذات مكسورة، فهو يعبر عن مبنى مغلق منذ مئات السنين، ولم اسأل عليه احد ..وقال كل الركاب فى نفس واحد هى دى مدرسة ولادنا «يا استاذ» إيه رأيك بتشتغل فى الدراسة مدرسة وفى الاجازة مقلب زبالة بس، فألتقطت الصور لهذه المدرسة الضاله لتقديمها لوزير التربية والتعليم ليرى كيف تسير العملية التعليمية فى الدويقة ..

ومازالت السيارة تسير حتى سألنى السائق انت نازل فين يا استاذ؟
فصمت قليلاً ثم قلت أنا مش عارف أى مكان هنا ومش عارف نازل فين، بس عاوز أنزل فى مكان اسمع فيه الناس واحس بمعاناتهم ومشاكلهم فبكل بساطة كل واحد فى السيارة قال انزل معايا وانت تشوف فعلاً المعاناة والظلم ..
فاغتنمت تهافت وتعاطف الناس معى وظللت اسأل والكل يجيب كأننى انتظر أجابة من الجميع وصلت الى نقطة نهاية السيارة فالتفت فوجدت نفسى بين منازل إبنية من العشش والخشب والصاج الحديد ..
وبدأت استطلع اراء الناس لمعرفة حجم المعاناة وما هى مطالبهم من الرئيس مرسى وهل اختلف وضعهم بعد الثورة عن قبلها وما الجديد فى حياتهم بعد كارثة الصخرة اسئلة كثيرة تطرح نفسها علينا أن نسمع لأهالى الدويقة ..
الستر هو مطلب أهالى الدويقة ..

فتقول أم أحمد احد سكان الدويقة والتى عاصرت كارثة سقوط الصخور وانتشال الضحايا، أن منذ وقوع الصخور على أهالينا اللى ماتوا من أربع سنوات لم يأت أى مسئول لكى ينقذنا من الكارثة التانية وممكن فى أى وقت تقع علينا الصخور تانى ..

أما عن حمدى محمد الذى يلبس قميص وبنطلون يصعب تمييز لونه من شدة البقع حيث يقول أننى أعمل فى جمع القمامة منذ 10 سنوات وفيه ناس زى كتير شغاله فى الزبالة ومش عاوزين حاجة غير الستر ..
وفى نفس السياق يضيف محمود بدوى«عامل بورش حديد» أنا شغال فى ورشة حديد وعايش أنا وخمسة إخواتى فى عشة قصدى شقة غرفة وصالة وفى ناس مشتركة فى دورات المياه ..

فسألنا طفلا: هل انت سعيد فى حياتك؟

**
فقال ازاى يعنى؟
فقلت له يعنى انت مبسوط وبتلعب وبتتفسح كده يعنى؟
فقال آه كل يوم بنلعب انا واصحابى كورة وعسكر وحرامية ..
فقلت انت بتروح المدرسة؟

**
فقال آه بس بنغيب كتير علشان بعيدة .

أما عن دينا 9 سنوات فتقول فى المدرسة بيقولوا إن النظافة جميلة، طيب فين النظافة دى احنا عايشين وسط الزبالة مع الكلاب والقطط وصحابى بيعايرونى وبيقولوا انى ساكنه فى المجارى ..
تدنى الخدمات وغياب المرافق
تعانى المنطقة من نقص الخدمات والصرف الصحى وتوفير المياه الصالحة للشرب والانقطاع الدائم للكهرباء حيث يذكر لنا سعد السمان، تم تهجيرنا من منازلنا اللى تحت الجبل بعد الحادث وأخذنا شقة بس الناس اتعودت على العشوائيات ومش عاوزة تتقدم وفيه ناس فتحت الشقق فى الدور الأول محلات، يعنى ناس عايشة في عشة وناس تفتح محلات ويتسإل هو فين مجلس المدينة ليوقف هذه الاكشاك ولا هو لازم نعيش فى عشش كما يضيف أحمد السمان..الناس بتعمل عشش فوق الجبل علشان تأخذ شقق والناس دى هى السبب فى سقوط الصخور علينا من فوق علشان مياه الصرف الصحى، وفي عشش ومفيش ناس ساكنه فيها منظرة وخلاص علشان يتحايلوا على القانون ويأخذوا شقق ..

والناس اللى خدت شقق خدت فى 6 أكتوبر والنهضة يعنى من الدويقة لـ6 أكتوبر .
أما عن الحاجة روحية فتقول إن مصر دى أم الدنيا واحنا مش عايشين فى الدنيا من زمان واحنا بنطالب ومحدش بيسمعنا هما تحت التكييف وأحنا فى الزبالة ..
كما أكد لنا محمود حسن أن المنطقة التى ردمتها الحكومة وأطلقت عليها مقابر الشهداء نسبة إلى ضحايا الكارثة، تحولت إلى وكر للمجرمين الخطرين ووكر لتجار المخدرات ورغم أننا قدمنا بلاغات كتيرة للشرطة لكن لا حياة لمن تنادى .

** سؤال ساذج ولكنه ملح

**
هل تقدمتم بشكاوى للمحافظ أو الحى لايصال صوتكم للمسئولين؟
فوجدت عدة افراد يجيبون كتير ومفيش مكان اللى روحنا فيه حتى ديوان المظاليم بتاع الرئيس مرسى فى قصر عابدين، مفيش غير ارقام بناخدها من الموظف ومفيش فايدة وأثناء تجولى فى الشارع وجدت سيدة عليها علامات الضحكة اليائسة، فقالت لها هل بتدفعى فاتورة الكهرباء والتليفون فقال بكل بساطة الصراحة احنا وخدين كهرباء سرقة ومحدش بيسأل ومفيش اصلاً تليفون عندنان، ولم تتركنى ارحل إلا بعد سماع كلمات رددتها وأنا أسير من امامها« متتعبش نفسك، كل شوية التليفزيون بيجى هنا لكن مفيش حاجة هتتغير ».

وحاولت أن التقط صورة لأحد الاشخاص فرفض بعصبية شديدة وقال مش عاوزين منكم حاجة ..
ولقد أشارت لنا الحاجة إلى المشكلات التى يعانى منها أهالى الدويقة كإنقطاع الكهرباء والمياه الذى يتكرر يومياً. وأنتشار البلطجية فى الشوارع خاصة فى الليل ، كما أكدت لنا أميرة حسن أنها تنظر يومياً للجبل وتدعو الله أن ينجيها هى واسرتها من مصير جيرانها الذين ماتوا تحت الصخور .
كما أضاف لنا بعض الأهالى أنه يوجد أكثر من 1000 اسرة من الدويقة الذين هدمت منازلهم فى حادث 2008 ولم يحصلوا على الشقق التى وعدتهم بها الحكومة، ومازالوا يعيشون فى العشش حتى الآن ..
وبعد أن قضينا يوماً شاقا فى ارتفاع درجة الحرارة والعطش فى رمضان غادرنا أهل الدويقة الذىن شعرنا معهم بالظلم وعدم احساس المسئولين بهم عشنا معهم حلمهم بالحصول على أبسط حق من حقوق المواطنة وهو حق العيش حياة كريمة فى مسكن صحى آمن ..

ورغم أن الرحلة انتهت لم أنس كلمات السيدة التى قالت لى متتعبش نفسك كل شوية التليفزيون بيصور ومفيش فايدة ومفيش حاجة هتتغير ..

نداء من الحاجة روحية والطفلة دينا وأحمد السمان وغيرهم من سكان الدويقة إلى كل المسئولين الذين لا يسمعون صرخات وألم هؤلاء إلى كل المسئولين اصحاب الضمائر الحية، انتبهوا للدويقة فسوف يحدث فى لحظة فارقة أن يستيقظ الشعب المصرى كله على كارثة أخرى بالدويقة وسوف يروح الأبرياء ضحية اهمالكم ..
نداء من أهالى الدويقة للرئيس مرسى: أهالى الدويقة يستغيثون بك فعليك بنجدتهم وانقاذهم من خطر محقق قريباً .

 
:الأسم
:البريد الالكترونى

 

 
 
© 2012 جميع حقوق النشر محفوظة لدى جريدة التيار الثالث و يحظر نشر أو توزيع أو طبع أى مادة دون إذن مسبق من الجريدة.